شهدت فعاليات المؤتمر السنوي الأول للتحالف السوري الديمقراطي، والذي تستضيفه العاصمة الألمانية برلين، العديد من الأنشطة الثقافية التي تسلط الضوء على النضال السوري ضد نظام بشار الأسد.
وأشرفت “ماري تيريز كرياكي”، عضوة الأمانة العامة في التحالف السوري الديمقراطي، على إدارة وتنظيم هذه المعارض، بمشاركة
“أوس الكفيري” عضو الأمانة العامة في التحالف ورئيس المكتب المالي.
عضوة الأمانة العامة في التحالف السوري الديمقراطي “ماري تيريز كرياكي” قالت: “إن التحالف حرص على تقديم عدد من الأنشطة الثقافية في مؤتمره السنوي الأول، و تضمنت تلك الأنشطة معرض كاريكاتير للفنان علي فرزات والذي يحمل عنوان “الاستبداد لا يحتاج إلى كلمات”، كما تضمنت أيضا معرض صور ضوئية للسيد كمال أوغلي تحت شعار: “انقذوا الإرث الإنساني في سورية”، بالإضافة إلى معرض فن تشكيلي لفنانين وفنانات من الداخل السوري”.
الإرث الثقافي السوري
وذكرت “ماري تيريز كرياكي”، عضوة الأمانة العامة في التحالف السوري الديمقراطي أن ” أكثر من نصف الحضور من الألمان وكان يهمنا أن نركز على الإرث الثقافي السوري، وأن هذا الإرث ليس مجرد إرث خاص بسوريا ولكن أيضا خاص بالإنسانية ولهذا اخترنا معرض كمال أوغلي، وأردنا إيصال رسالة للحضور”.
“كمال أوغلي”، هو فنان سوري، لديه خبرة لأكثر من 30 عاما في مجال التصوير، وشارك في العديد من المعارض بالعديد من الدول حول العالم.
وأكدت “كرياكي”، أن معرض كمال أوغلي يتضمن مجموعة من الصور الضوئية للآثار السورية التي دمرت جزئيا أو كليا في قلب الثورة من قبل النظام وأيضا تنظيم داعش الإرهابي، ولأول مرة يتم تنظيم المعرض في ألمانيا، وسبق وتم عرضه في تركيا وبعض الدول العربية.
وتضمن المعرض، لوحات مثل قوس النصر الذي يعود إلى النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي بالعصر الروماني في مدينة تدمر، والكنيسة البيزنطية -قصر ابن وردان- التي تعود إلى العصر البيزنطي 527-565 ميلادية، وكذلك لوحة لموقع الرصافة بكاتدرائية سيرجيوبوليس التي تعود للعصر البيزنطي أيضا، وجرى تخريب تلك المواقع على يد تنظيم داعش.
كما تضمن المعرض أيضا، لوحة لدير سمعان العامودي التي تعود إلى عام 490 ميلادية بالعصر البيزنطي في شمال غرب حلب، ولوحة لقلعة حلب التي جرى بنائها في الألفية الثالثة قبل الميلاد بالمدينة القديمة في حلب، ولوحة لمدخل قلعة الحصن التي بنيت عام 1109 م في غرب مدينة حمص بسوريا، ولوحة لدير مار تقلا معلولا التي تعود إلى القرن الأول الميلادي، وجرى تدمير تلك المواقع جزئيا على يد النظام.
بالإضافة إلى لوحة أخرى لمئذنة الجامع الأموي الذي جرى بنائه في العهد السلجوقي عام 1094 م، بمدينة حلب القديمة، ولوحة لموقع أفاميا الأثري في مدينة حماة والذي يعود إلى العصر الهلنستي 300 قبل الميلاد والتي جرى تدميره جزئيا بيد النظام.
الاستبداد لا يحتاج إلى كلمات
أما بالنسبة لمعرض فنان الكاريكاتير “على فرزات” والذي يأتي تحت عنوان “الاستبداد لا يحتاج إلى كلمات”، أوضحت كرياكي، أن “فرزات فنان كاريكاتير سوري شهير وله الكثير من المعارض في مختلف الدول، وعالميته تأتي أن الصور تتحدث عن ذاتها ولا تحتاج إلى كلمات، ويمكن لأي شخص لا يعرف بما حدث في سوريا أن يفهم بسهولة ما حدث من خلال لوحاته، وكان هناك تفاعلا من الحضور على المعرض، وأبدى البعض استعداده لشراء اللوحات”.
“على فرزات”، رسام كاريكاتير سوري من مواليد مدينة حماة، حصل على العديد من الجوائز من مهرجانات سورية ودولية مثل جائزة سخاروف من البرلمان الأوروبي تقديرا ودعما لجهوده في الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان، فضلا عن إقامة العديد من المعارض بالعديد من الدول العربية والأوروبية.
وشارك في المؤتمر، مسؤولون وسياسيون ألمان وغربيون، بالإضافة إلى عشرات السياسيين ومنظمات المجتمع المدني السوري من المغتربين في أوروبا، ومن الداخل السوري أيضاً؛ بعد أن نجح اللقاء الأول في بناء كيان سياسي تحالفي، يضمّ مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة.
الدكتور مروان خوري، رئيس التحالف السوري الديمقراطي: “التحالف اختار عنوانا لمؤتمر هذا العام “نحو سوريا ديمقراطية ليبرالية”، إيمانا بأن الديمقراطية والليبرالية، بالإضافة لحيادية الدولة تجاه المكونات والأديان هم الأساس لمستقبل سوريا الحداثة.
وأضاف أن التحالف ركز جهوده على تعزيز وجوده الفعلي داخل سوريا من خلال تشكيل مكاتب جغرافية في المجتمعات المحلية السورية، فضلا عن بناء هيكلية للتحالف بشكل جيد، من خلال إنشاء عدة مكاتب مختلفة لدعم العمل السياسي وتنسيق الجهود، المكتب الإعلامي، مكتب التواصل، مكتب العلاقات الخارجية، مكتب المعتقلين، ومكتب الشباب.
وأكد أن “التحالف يتواصل مع قوى خارجية ذات تأثير كبير في الملف السوري من أجل التركيز على بناء علاقات جيدة متطورة دائما مع الدول التي تتشارك مبادئ الديمقراطية والليبرالية، والتي نرى أننا قريبون لها بحكم المبادئ المشتركة”.
بدوره، حسان الأسود من التحالف السوري الديمقراطي، ومدير الرابطة السورية لحقوق الإنسان، بدوره إن “التحالف استطاع خلال عام أن يفتح مجالات للحوار واسعة مع أطياف عديدة للمعارضة السورية، والمؤتمر الذي ينظمه اليوم جزءا من تلك الحوارات”.
وأضاف: “من الصعب توحيد جميع المعارضة لكن يمكن توحيد الأهداف، وهذا ما نعمل عليه من خلال كتحالف من خلال تشكيل جبهة مع الأطياف السورية المختلفة، وهذه الجبهة التي لا تزال في بدايتها، وسيكون خلال العام المقبل خطة استراتيجية بهذا الخصوص، ودراسة حول الحل في سوريا”.
السوري الديمقراطي
التّحالف السوري الديمقراطي هو مجموعة من السوريين والسوريات الديمقراطيين، المؤمنين بأحقّية الشعب السوري في المطالبة بالعيش الحر الكريم، تحت مظلّة دستور يمثّل كلّ أفراده وجماعاته، بهدف توحيد جهود القوى والشخصيات الديمقراطية الليبرالية السورية ضمن كيانٍ تنظيميٍ مستدام.
ويعتمد التحالف السوري على الحوكمة وبناء الكفاءات ليكون قادراً على تنفيذ برامج عمله، بهدف الوصول إلى تمثيلِ قضايا الشعب السوري وسدّ الفراغ السياسي بشكلٍ مؤثرٍ وفاعل.
إلى جانب ذلك، يرغب اللقاء الديمقراطي في أن يكون الأكثر حضوراً في الشارع السوري، والممثل لجميع القوى الديمقراطية السورية، والأبرز سوريًا في اعتماد منهجيات الحوكمة وبناء القدرات، والمُعتمد في الدبلوماسية الدولية، والأكثر تأثيراً في صنع الحل السياسي السوري.
ويضمّ التحالف مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة، والذي جرى انتخابها في النسخة الأولى من التحالف العام الماضي.
ويهدف التحالف إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي السوري ليكون أكثر عقلانية وقدرة على الفعل، وانتهاج مسار واقعي مرن قادر فعلًا على إحداث تغيير جذري في شكل الدولة السورية، وتحقيق أهداف الشعب السوري بالانتقال السياسي من دولة الاستبداد ونظام القمع إلى دولة المواطنة وكرامة الإنسان، عبر الأدوات المتاحة.
وتضم العاصمة الألمانية برلين الجالية السورية الأكبر في أوروبا بعد أن احتضنت ألمانيا الاتحادية مئات الآلاف من السوريات والسوريين الفارين من هول الحرب التي شنّها النظام وبقيّة الأطراف عليهم.
ويهدف التحالف لطرح القضيّة السورية على طاولة المجتمع الدولي بأدوات السياسة، كما سيكون جسرًا للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي لتفعيل دورها ليصبح أكثر تقدمًا ورياديّة لدعم الشعب السوري في كفاحه للوصول إلى أهدافه المشروعة، وسيكون فرصة لخوض الكوادر السورية تجارب جديدة في المجالات السياسية والإدارية والإعلامية والدبلوماسية المختلفة.
ويرعى المؤتمر أكاديمية الكنيسة الانجيلية في لوكوم التي تعمل على تعزيز الديمقراطية والحوار، والتي تأسست عام ١٩٤٩، من أجل مواجهة مسؤوليتها في إعادة التوجيه السياسي لألمانيا، بعد الحرب العالمية الثانية. فيما تدعم الأكاديمية الانجيلية في برلين التي تأسست فرعها بالعاصمة عام 1999 في برلين، فعاليات اللقاء كمساحة للنقاش في مسائل متعددة، وتسعى لبناء الجسور بين الأطراف المتعددة سياسياً واجتماعياً.