القصف الروسي على إدلب: مأساة إنسانية متجددة

في السادس عشر من تشرين الأول 2024، تعرضت أرياف مدينة إدلب مرة أخرى لهجمات دامية وسط صراع مستمر، حيث شنت الطائرات الحربية الروسية غارتين جويتين مدمرتين على ضواحي المدينة.
وأسفرت هذه الهجمات، التي وثقتها فرق الدفاع المدني السوري، عن استشهاد عشرة مدنيين، بينهم أطفال، وإصابة اثنين وثلاثين آخرين، معظمهم من الأطفال أيضًا.
ولم تكن هذه الغارات منفصلة عن غيرها، إذ تزامنت مع قصف مدفعي كثيف شنته قوات النظام السوري في نفس الوقت، مما فاقم من حجم الدمار وسقوط الضحايا.

التحالف السوري الديمقراطي

سارع إلى إصدار بيان شديد اللهجة يدين فيه هذا التصعيد الخطير، واصفًا الهجمات بأنها اعتداء صارخ على حياة المدنيين، ولا سيما المهجرين والفارين من أتون الحرب.
وأشار التحالف إلى أن هذه الهجمات تشكل تهديدًا مباشرًا للسكان المقيمين في تلك المناطق.
ويرى التحالف أن هذا النهج العدواني الذي تتبعه روسيا ليس جديدًا، إذ دعمت موسكو لسنوات عديدة العمليات العسكرية للنظام السوري، المدعوم من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية، مما أدى إلى تهجير ما يزيد عن مليون سوري من هذه المنطقة.

نص البيان الرسمي للتحالف

الأزمة الإنسانية المتفاقمة

لا يقتصر تأثير هذه الهجمات على الخسائر الفورية في الأرواح فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تعميق الكارثة الإنسانية في شمال سوريا.
وكما يذكر التحالف في بيانه، فإن هذه الهجمات المتكررة ستؤدي إلى نزوح مئات العائلات من منازلها مرة أخرى، مما يفاقم معاناة النازحين ويزيد من الضغط على الموارد المحدودة التي تقدمها المنظمات الإنسانية.
ومع تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط والعالم، وتراجع الدعم الدولي، بات من الواضح أن المجتمع الإنساني الدولي غير قادر على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين.

دعوة للتحرك الدولي

التحالف السوري الديمقراطي شدد في بيانه على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل وفاعل.
وناشد الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، للتحرك واتخاذ إجراءات فعالة لتأمين الحماية اللازمة للمدنيين على امتداد الأراضي السورية.
وحذر التحالف من أن استمرار تغاضي المجتمع الدولي عن جرائم النظام وحلفائه لن يؤدي إلا إلى تفاقم أزمة الهجرة واللجوء، ما سيؤثر سلبًا على الدول المجاورة وأوروبا التي تعاني بالفعل من تداعيات موجات النزوح.

من خلال هذا البيان، يعيد التحالف التأكيد على تمسكه بالعملية السياسية كسبيل وحيد لتحقيق انتقال سياسي يضمن الأمن والاستقرار للشعب السوري، سواء داخل البلاد أو في دول اللجوء.
ويعتبر التحالف أن تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بسوريا هو السبيل الأمثل لوقف دوامة العنف المستمرة.

 

يمكنكم متابعة آخر المستجدات وبيانات التحالف على معرفاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي:

  Facebook      | Twitter      | Instagram      | WhatsApp    |Threads