تستضيف العاصمة الألمانية برلين، اليوم الجمعة، المؤتمر السنوي الأول للتحالف السوري الديمقراطي والذي يسعى لإعادة الزخم للقضيّة السورية دوليا، بعد 12 عاما من الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.
ويشارك في المؤتمر الذي يعقد على مدار يومي الجمعة والسبت، عشرات من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني السوري من المغتربين في أوروبا، والسياسيين الألمانيين؛ بعد أن نجح اللقاء الأول في بناء كيان سياسي تحالفي، يضمّ مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة.
وتضم العاصمة الألمانية برلين الجالية السورية الأكبر في أوروبا بعد أن احتضنت ألمانيا الاتحادية مئات الآلاف من السوريات والسوريين الفارين من هول الحرب التي شنّها النظام وبقيّة الأطراف عليهم.
ويهدف اللقاء لطرح القضيّة السورية على طاولة المجتمع الدولي بأدوات السياسة، كما سيكون جسرًا للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي لتفعيل دورها ليصبح أكثر تقدمًا ورياديّة لدعم الشعب السوري في كفاحه للوصول إلى أهدافه المشروعة، وسيكون فرصة لخوض الكوادر السورية تجارب جديدة في المجالات السياسية والإدارية والإعلامية والدبلوماسية المختلفة.
جدول اللقاء
وينطلق المؤتمر بدقيقة حداد على أرواح الشهداء، ويعقبها كلمات افتتاحية لمنظمي المؤتمر.
فيما يلقي السيد شتيفان شنيك (سفير ومبعوث خاص للملف السوري في وزارة الخارجية الألمانية)، كلمة حول السياسة الألمانية في الملف السوري.
وتبدأ الجلسة الأولى، والتي تحمل عنوان “المشاركة والانخراط الأوروبي في القضية السورية في ظل التغيرات الجيوسياسية عالميا والوضع الإنساني المتردي، ويدير الجلسة توماس مولر-فاربر، رئيس قسم السياسة الدولية بالأكاديمية الإنجيلية لوكوم.
ثم تناقش الجلسة الثانية، “بين اللجوء والعودة: هل سوريا آمنة فعلا؟”.
أما الجلسة الثالثة، تتساءل عما يقوله الشركاء الدوليين عن تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254؟.
فيما يعقب ذلك التقرير السياسي السنوي ويتبعه نقاشا مفتوحا مع الحضور.
وفي ختام اليوم الأول سيتم عرض الموازنة وخطة عمل التحالف وإقرارهما.
أما في اليوم الثاني، سيتم إعلان التقرير التنظيمي السنوي والذي سيتبعه نقاشا مفتوحا، فضلا عن تعديلات النظام الداخلي للتحالف.
وفي الختام، تجتمع الهيئة العامة مع قيادة التحالف ورؤساء المكاتب واللجان ويعقبها تلاوة البيان الختامي.
كما يتضمن المؤتمر العديد من الأنشطة الثقافية، مثل معرض كاريكاتير للفنان علي فرزات والذي يحمل عنوان “الاستبداد لا يحتاج إلى كلمات”، كما يتضمن أيضا معرض صور ضوئية للسيد كمال أوغلي تحت شعار: “انقذوا الإرث الإنساني في سورية”، بالإضافة إلى معرض فن تشكيلي لفنانين وفنانات من الداخل السوري، للسيدة ميسون علم الدين، السيدة سوسن ابو فراج، السيدة هنادي الكفيري، السيد مهدي اليعيني، السيد شبلي سليم.
ما هو اللقاء السوري الديمقراطي؟
واللقاء السوري الديمقراطي هو مجموعة من السوريين والسوريات الديمقراطيين، المؤمنين بأحقّية الشعب السوري في المطالبة بالعيش الحر الكريم، تحت مظلّة دستور يمثّل كلّ أفراده وجماعاته، بهدف توحيد جهود القوى والشخصيات الديمقراطية الليبرالية السورية ضمن كيانٍ تنظيميٍ مستدام.
ويعتمد اللقاء السوري على الحوكمة وبناء الكفاءات ليكون قادراً على تنفيذ برامج عمله، بهدف الوصول إلى تمثيلِ قضايا الشعب السوري وسدّ الفراغ السياسي بشكلٍ مؤثرٍ وفاعل.
إلى جانب ذلك، يرغب اللقاء الديمقراطي في أن يكون الأكثر حضوراً في الشارع السوري، والممثل لجميع القوى الديمقراطية السورية، والأبرز سوريًا في اعتماد منهجيات الحوكمة وبناء القدرات، والمُعتمد في الدبلوماسية الدولية، والأكثر تأثيراً في صنع الحل السياسي السوري.
ويضمّ التحالف مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة، والذي جرى انتخابها في النسخة الأولى من التحالف العام الماضي.
ويهدف التحالف إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي السوري ليكون أكثر عقلانية وقدرة على الفعل، وانتهاج مسار واقعي مرن قادر فعلًا على إحداث تغيير جذري في شكل الدولة السورية، وتحقيق أهداف الشعب السوري بالانتقال السياسي من دولة الاستبداد ونظام القمع إلى دولة المواطنة وكرامة الإنسان، عبر الأدوات المتاحة.
قيم التحالف الديمقراطي
يتبنّى التحالف قيم الديمقراطية والتشاركية والحريّة الفردية والحقوق الفردية والجماعية وبما لا يتعارض مع مبدأ المواطنة، ويتمثّل قيم السلميّة واللاعنف، وينبذ التعصب والكراهية والتطرّف والإرهاب والتمييز العنصري على أيّ أساس كان سواءٌ عرقيًا أم قوميًا أم دينيًا أم طائفيًا أم جهويًا، كما يسعى لإعادة بناء الهويّة السورية بروح التشميل لا الإقصاء وبروح الانفتاح لا الشوفينية والانغلاق، وإعادة الاعتبار للشخصيّة الوطنية السورية بخلق البديل القادر على حمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية لتنفيذ كل ذلك.
ويرعى اللقاء أكاديمية الكنيسة الانجيلية في لوكوم التي تعمل على تعزيز الديمقراطية والحوار، والتي تأسست عام ١٩٤٩، من أجل مواجهة مسؤوليتها في إعادة التوجيه السياسي لألمانيا، بعد الحرب العالمية الثانية. فيما تدعم الأكاديمية الانجيلية في برلين التي تأسست في عام ١٩٩٩ في برلين، فعاليات اللقاء كمساحة للنقاش في مسائل متعددة، وتسعى لبناء الجسور بين الأطراف المتعددة سياسياً واجتماعياً.