شنيك: التطبيع مع الأسد وهم ولن يؤدي إلى شيء.. وألمانيا ملتزمة بدعم الشعب السوري
د مروان خوري: نعمل على وضع خارطة طريق للحل السياسي في سوريا.. ومؤتمر وطني شامل قريبا
أوليفر شميت: حريصون على دعم التحالف السوري الديمقراطي في تحقيق رسالته وأهدافه
انطلقت اليوم الجمعة، بالعاصمة الألمانية، المؤتمر السنوي الأول للتحالف السوري الديمقراطي والذي يسعى لإعادة الزخم للقضيّة السورية دوليا، بعد 13 عاما من الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.
ويشارك في المؤتمر الذي يعقد على مدار يومي الجمعة والسبت، عشرات من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني السوري من المغتربين في أوروبا، والسياسيين الألمانيين؛ بعد أن نجح اللقاء الأول في بناء كيان سياسي تحالفي، يضمّ مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة.
واستهل المؤتمر بدقيقة حداد على أرواح الشهداء.
شنيك: التطبيع مع الأسد وهم ولن يؤدي إلى شيء.. وألمانيا ملتزمة بدعم الشعب السوري
“شتيفان شنيك” السفير والمبعوث الخاص للحكومة الألمانية إلى سوريا، قال: “إن ألمانيا استطاعت أن تستقبل الكثير من السوريين الذين تمكنوا من الاندماج في المجتمع الألماني وهذا مؤشر جيد، مؤكدا أن حضوره تعبير عن امتنان من الحكومة الألمانية لمشاركة القوى السياسية في الحوار”.
ووجه شنيك الشكر إلى الأكاديمية الإنجيلية “لوكم”، وهي بالمناسبة كنيسة فرنسية والتي تعود إلى القرن السابع والثامن عشر والتي بالمصادفة ترتبط بقضية الاندماج بين المجتمعات وبعضها البعض”، موضحاً أنه “رغم الأخطاء والانتقادات التي طالت السياسة الخارجية الألمانية، إلا أن ألمانيا لاتزال ملتزمة بسياسة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع القضية السورية”.
وتابع: “قرار الأمم المتحدة ملزم بالنسبة لنا بما يشكله إطارا موجها لنا ولعمنا وتعاملنا مع السوريين والسوريات، وهذا القرار استوحى منه الاتحاد الأوروبي مبادئه”، لافتاِ إلى أن “السياسة الألمانية تعتمد على 6 أهدافه التي وضعها الاتحاد الأوروبي في مقدمتها الانتقال السياسي لتحقيق سلام دائم عن طريق التفاوض والتحالف السوري يفعل ذلك ويريد أن يتفاوض وهذا مبدأ نسترشد به إلى اليوم، وهذا جزء من التزامنا، وهناك مشاكل وفاعلين في سوريا ومنها الأسد الذي غير مستعد للحوار”.
السفير والمبعوث الخاص للحكومة الألمانية إلى سوريا، ذكر أن “الحكومة الألمانية، لابد أن تقول الامور ببساطة، ألمانيا والاتحاد الأوروبي يريدان حفظ أرواح المواطنين، ونوجه الشكر للبرلمان الألماني الذي وفر المال لذلك. واعتقد أننا قمنا بما علينا ومازلنا وهناك ضرورة بأن نتعاون مع المجتمع المدني في سوريا.
وأضاف “شنيك” أن هدف ألمانيا دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، في إطار الأمم المتحدة وهيكليات كثيرة، مشيرا إلى أن ألمانيا سطرت التاريخ في محكمة كوبلنز والتي قامت بالمساءلة لأفراد النظام وليس الثأر، ونحن ندعم العديد من المنظمات من أجل الإجراءات المساءلة، وكذلك من أجل السلام الدائم.، موضحاً إلى أن “هناك سعي للدعم الإنساني الضروري والسريع إضافة إلى الدعم السياسي، نعرف أن التطبيع وهم ولن يؤدي إلى شيء وقلنا ذلك للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، ونريد أن ندعم في سوريا وتخفيف معاناتهم بقدر ما نستطيع”.
مروان خوري: نعمل على وضع خارطة طريق للحل السياسي في سوريا.. ومؤتمر وطني شامل قريبا
استهل الدكتور مروان خوري، رئيس التحالف السوري الديمقراطي، كلمته بالترحيب بالحضور، قائلا: “هذا الاجتماع يعكس التزامنا المشترك ببناء مستقبل أفضل لسوريا، وحضوركم يعبر عن إيمانكم بقضيتنا المركزية المتمثلة في بناء سوريا حرة، ديمقراطية، وخالية من الاستبداد”.
ووجه خوري الشكر، “للشخصيات السياسية الحاضرة بالمؤتمر اليوم، الذين قدموا من أماكن مختلفة لدعمنا في هذا المسار الصعب والمهم. حضوركم يثري حوارنا ويسهم في تعميق رؤيتنا المشتركة”.
كما توجه خوري، بالشكر إلى الأكاديمية البروتستانية في لوكوم وبرلين على دعمهم الدائم واستضافتهم لهذا اللقاء، قائلا إن “دعمهم المستمر يعكس إيمانهم بأهمية العمل المشترك من أجل مستقبل يسوده السلام والعدالة”.
وقال إن التحالف اختار عنوانا لمؤتمر هذا العام “نحو سوريا ديمقراطية ليبرالية”، إيمانا بأن الديمقراطية والليبرالية، بالإضافة لحيادية الدولة تجاه المكونات والأديان هم الأساس لمستقبل سوريا الحداثة”.
وتابع: “إننا نضع مصلحة سوريا في المقام الأول، سوريا أولا، حيث نحرص في جميع الحوارات واللقاءات على مراعاة مصلحة سوريا والشعب السوري وفق رؤيتنا في التحالف”، مشددا: “هدفنا الرئيسي هو بناء سوريا جديدة خالية من الاستبداد بكل اشكاله، تقوم على مبادئ الحرية والعدالة”.
وأضاف: “نؤكد على إرادتنا القوية في تحقيق سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، يسهم في استقرار المنطقة وازدهار شعوبها”.
وأشار إلى أن التحالف ركز جهوده على تعزيز وجوده الفعلي داخل سوريا من خلال تشكيل مكاتب جغرافية في المجتمعات المحلية السورية. موجها في الوقت نفسه، الشكر “لأعضاء هذه المكاتب الصامدين في سوريا، رغم كل الضغوطات والظروف المحيطة الصعبة جدًا جدًا، والذين يمثلون رمزًا للثبات على مبادئ الديمقراطية والليبرالية التي تجمعنا جميعًا في التحالف”.
وتابع: “نحييهم الآن وهم معنا افتراضيا تقديرًا لجهودهم وتفانيهم في تعزيز وجود التحالف ونشر أفكاره رغم التحديات الكبيرة، وتم بناء هيكلية للتحالف بشكل جيد، من خلال إنشاء عدة مكاتب مختلفة لدعم العمل السياسي وتنسيق الجهود، المكتب الإعلامي، مكتب التواصل، مكتب العلاقات الخارجية، مكتب المعتقلين، ومكتب الشباب”.
ولفت إلى أن “التحالف يتواصل مع قوى خارجية ذات تأثير كبير في الملف السوري من أجل التركيز على بناء علاقات جيدة متطورة دائما مع الدول التي تتشارك مبادئ الديمقراطية والليبرالية، والتي نرى أننا قريبون لها بحكم المبادئ المشتركة”.
خطه الاتحاد الديمقراطي السوري
أشار التحالف الى وضع خطة استراتيجية جديدة لعمل التحالف في السنوات القادمة والهدف الرئيسي من هذه الخطة، هو الانتقال السياسي واستعادة ثقة المجتمع الدولي بالسوريين وقوى الثورة السورية من خلال عدة خطوات استراتيجية”.
وتابع: “تتمحور هذه الخطة حول توحيد القوى الليبرالية والعلمانية تحت تحالف مشترك، وفتح قنوات للتعاون والدعم الدولي من خلال عقد اجتماعات مع مسؤولين من دول غربية وعربية، إلى جانب مناقشات مع روسيا والصين لإقناعهما بالتخلي عن دعم النظام السوري مقابل ضمان مصالحهما”.
وكشف عن سعي التحالف لإنشاء جماعات ضغط دولية لدعم حقوق الشعب السوري في الحرية والاستقلال، ودعم اللاجئين والنازحين السوريين. الهدف النهائي هو تحقيق تغيير سياسي في سوريا من خلال استبدال نظام الأسد بنظام ديمقراطي علماني، مع التركيز على النزاهة والشفافية في العمل لتحقيق هذه الأهداف.
وأكد أن التحالف يعمل على وضع خارطة طريق للحل السياسي في سوريا، مستندًا إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، واللجنة المختصة التي تم تشكيلها لهذا الغرض لم تنهِ عملها بعد.
وتابع: “تواصلنا مع القوى والكيانات السورية المختلفة لتوسيع نطاق تأثير التحالف وتوضيح رؤيته، ولتوحيد الجهود ضد نظام الأسد ولدعم الانتقال السياسي في سوريا”.
وكشف عن مساعي التحالف “لتنظيم مؤتمر وطني سوري شامل، يضم كافة القوى السياسية والمجتمعية، سيكون خطوة محورية لتوحيد الصفوف وتحديد رؤية مشتركة لمستقبل سوريا”.
وأعرب عن “تطلعه لمناقشات مثمرة ومساهمات فاعلة في صياغة مستقبل سوريا التي نحلم”.
أوليفر شميت: حريصون على دعم التحالف السوري الديمقراطي في تحقيق رسالته وأهدافه
ورحب أوليفر شميت، مدير البرامج في الأكاديمية الإنجيلية في برلين، بالحضور، في المؤتمر الأول للتحالف السوري الديمقراطي، معربا عن سعادته باستضافة اللقاء الثاني للتحالف في برلين”.
وتابع شميت: “كنا نأمل في النسخة الماضية من المؤتمر أن يكون هناك المزيد من وسائل الإعلام لتغطية المؤتمر”، مشيرا إلى أن مهمة التحالف الشاقة في جمع السوريين في الشتات والبحث عن الحلول بهدف توحيد الخطاب السوري لحلحلة الأزمة.
وتابع أن الأكاديمية الإنجيلية حريصة على دعم التحالف في تحقيق رسالته وأهدافه، وتطوير أفكاره من خلال إتاحة مساحة للحوار والنقاش، مؤكدا أنه يجب على الجهات الفاعلة أن تستمتع إلى رؤى التحالف ومناقشة أفكاره.
وأشار إلى أن الثورة اندلعت في عام 2011 ضد نظام الديكتاتور السوري بشار الأسد، قبل أن يتم قمعها بعنف وتسببت في تهجير الشعب السوري.
وأضاف أن السوريين وجدوا الأمان في ألمانيا، وهم محميون بالقانون الألماني والدولي، رغم أن هناك بعض الدعوات من السياسيين الألمان لترحيل السوريين وإعادتهم إلى سوريا رغم أن الوضع الآن بات أسوأ من ذي قبل.
وأضاف أن الصراع مستمر منذ أكثر من 13 عاما، وسط أعمال العنف، وتدهور الوضع الإنساني، مؤكدا في الوقت نفسه، على أهمية أن تقف برلين كعاصمة للمنفى السوري في أوروبا في ضوء التغيرات الجيوسياسية للوقوف من أجل الديمقراطية للسوريين.
وليد تامر: الوضع في الشمال السوري يزداد سوءاً
قال الدكتور محمد وليد تامر عضو الأمانة العامة للتحالف من الداخل السوري، إن عمله كطبيب أتاح له تجربة معايشة الأوضاع في المخيمات المأساوية في إدلب والمدن بشمال غرب سوريا.
وتحدث تامر عن قصة الطفلة زينب والتي كانت ترافق جدتها لإجراء الفحص الطبي والتي كانت تأتي لتلامس جدران عيادته، قائلا: “في آخر مرة، أخبرتني الجدة إلى أن زينب كانت تعود إلى أصدقائها، وتحكي لهم عن عيادة الدكتور والجدران التي لا تتحرك فهي ترتب في خيمة، ولم تر الجدران”.
وقال إن “زينب طفلة تمثل جيل كامل من السوريين الذي عانى من ويلات الحرب، وسنحاول جاهدين لمساعدتهم”.
ولفت إلى عدد المخيمات في شمال غرب سوريا بلغ 1530 مخيم، تأوي قرابة مليوني إنساني وتعتمد على المساعدات. وأضاف أن أكثر 35% من سكان المخيمات يعانون من نقص التعليم”.
وأشار إلى تفشي المواد المخدرة القادمة من مناطق سيطرة النظام، والتي تشكل قنابل موقوتة للشباب وتحولهم إلى عرضة سهلة لأفكار التطرف.
وأضاف أن 30 ألف طبيب سوري غادروا سوريا باتجاه دول الجوار والعالم منذ اندلاع الحرب، وتم إخراج المشافي من الخدمة، ويعاني قطاع الرعاية الصحية من نقص الكوادر مثل نقص الدواء”.
كما عانٍى قطاع التعليم منذ 2011 بشكل سيء وخرجت العديد من المدارس من الخدمة وبلغ عدد الأطفال المتسربين مليوني ونصف طفل، تبلع حصة شمال غرب سوريا 815 ألف في سن الدراسة، وبلغ عدد المعلمين الذين يعملون بشكل تطوعي 6000 مدرس.
أما على صعيد القطاع الاقتصادي ورغم التعافي الأخير في المنطقة إلا أنه لا تزال من عقبات كثيرة تمنع من الوصول إلى تكامل اقتصادي، ولم ينعكس بشكل حقيقي على المواطنين، وتعتبر مناطق سيطرة النظام هي الأسوأ”.
وطالب بمشاريع بنية تحتية لخدمة دون انتظار للحل السياسي، وأن حقوق السوريين لا تتعارض مع جهود الحل السياسي.
وأشار إلى حراك السويداء والذي يرسل رسائل واضحة للعالم بأن الأقليات ليسوا بمأمن من النظام.
ووجه تامر، الشكر للتحالف لجهوده من إتاحة الفرصة له كممثل للداخل السوري لإلقاء كلمته بالمؤتمر.
لينا وفائي: نحتاج إلى الدعم الألماني والأوروبي لمواجهة قطار التطبيع مع الأسد
تحدثت لينا وفائي من التحالف السوري الديمقراطي، بكلمة عن كيفية تراجع القضية السورية من صدر أجندة المجتمع الدولي مع تفاقم الأزمات الدولية من الحرب في أوكرانيا وكذلك الحرب في غزة وكذلك تصاعد المواجهة بين إسرائيل وميليشيات حزب الله اللبناني.
وأضافت وفائي، أن هناك مخاطر من اندلاع حرب شاملة في المنطقة مع تفاقم الصدام بين حزب الله وإسرائيل، مؤكدة أن النظام السوري والإيراني لا يريدان حربا شاملة لأنها ليست في مصلحتهم.
وأشارت إلى موجة النزوح التي أحدثتها المواجهة الأخيرة في لبنان، لافتة إلى الأوضاع المأساوية للاجئين السوريين في لبنان فلا مكان يذهبون إليه وعالقين هناك، وذهب بعضهم ضحايا للحرب.
وأضافت أن السوريين في الداخل يعيشون أوضاع متردية بسبب الحرب، رغم الهدوء النسبي للحرب.
وأكدت أن التحالف بحاجة إلى الدعم الألماني والأوروبي وأصدقاء السوريين لمواجهة قطار التطبيع مع النظام السوري في المنطقة، وكذلك في مواجهة موجة الهجوم على اللاجئين سواء في أوروبا من اليمين المتطرف، وكذلك حماية السوريين في لبنان.
واختتمت كلمتها: “لا مجال لبناء سوريا ومستقبلها ودولة ديمقراطية بدون معارضة ديمقراطية، التي تقاوم عدوين استبداد النظام أو الجماعات المتطرفة”.