بيان التحالف السوري الديمقراطي بخصوص الدعوات الملتبسة في السويداء
التاريخ: 26 آب 2025

في ظل التحديات والمخاطر التي تواجه وطننا، يؤكد التحالف السوري الديمقراطي أن سوريا واحدة لا تتجزأ، وأن الرهان على الانفصال هو رهان لا مستقبل له. فالطروحات الانفصالية لا تمثل حلاً لأي أزمة داخلية، والضامن الوحيد لأمن وكرامة وحقوق أبناء السويداء، كما لجميع أبناء المحافظات السورية، هو وحدة الأراضي السورية ضمن نظام لامركزي حديث يتفق عليه السوريون بالحوار.

نرفض التخوين والعزل والاستقواء بالخارج من أي طرف، وندعو إلى الاعتراف المتبادل واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات السياسية المشروعة ضمن إطار وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ومؤسسات ورفض التهجير، وتعويض الضحايا من جميع الأطراف، وفتح تحقيق وطني–أممي مشترك يضمن الشفافية والعدالة.
كما نؤكد على أهمية الإسراع بفتح وتأمين الطرق التجارية بين السويداء ودمشق، بالإضافة إلى طريق بصري الشام، ونعتبرها خطوة إيجابية نحو كسر العزلة وتعزيز التواصل بين أبناء الوطن الواحد.

ندرك ما تعرض له أبناء السويداء في الأسابيع الأخيرة من معاناة ومآسي، ونرى أنها نتيجة الاستعصاء السياسي، لذا نناشد جميع السوريين بالاعتراف بمخاوفهم ومطالبهم المشروعة، والوقوف في وجه كل من يحاول تخوينهم أو سلخهم عن الجسد السوري. إن التزام السوريين بالحوار الوطني والتفهم المتبادل هو الطريق لإيجاد حلول عادلة
ونؤكد أن اللامركزية ليست أداة لبناء الثقة بحد ذاتها، بل ما تحتاجه أولًا هو بناء الثقة بين المركز والأطراف لضمان توافق وتطبيق نظام لامركزي عادل وطموح يحقق تطلعات السوريين.
اننا في التحالف السوري الديموقراطي نتوجه بالرسائل التالية :
– **لأهل السويداء: تمسكوا بالوحدة الوطنية، فهي الضمانة الحقيقية لحقوقكم وكرامتكم.
– للمنادين بالانفصال: عودوا إلى الحوار، فالوطن يتسع للجميع، ولا مستقبل خارج وحدته.
-للسلطة الانتقالية: لا شرعية دون اتفاق سياسي سلمي بين مكونات الشعب السوري، ومن غير المقبول أن يُترك أبناء الداخل للنزيف، فيما تُعقد الاجتماعات في سبيل شرعية خارجية أو اتفاقات أمنية مع إسرائيل. إن الاستمرار في هذه السياسة يعمّق الفجوة مع السوريين، ويفتح الباب واسعًا أمام الفوضى والتفتيت بدل المصالحة الوطنية والبناء المشترك.
إننا في التحالف السوري الديمقراطي نرى أن الدعوة إلى حوار وطني حقيقي، جامع وغير شكلي، هي الطريق الوحيد لإنهاء الخلافات وتبديد كل مسعى إقليمي أو دولي لتفتيت الجسد السوري أو فرض وقائع على الأرض خارج إرادة الشعب.

أيها السوريون، إن وطننا اليوم بحاجة إلى أن نرتقي جميعًا فوق الجراح والانقسامات، وأن نستعيد إيماننا بأن مصيرنا واحد ومستقبلنا مشترك. إن وحدة سوريا ليست مجرد خيار سياسي، بل هي قدر تاريخي واستراتيجي يحمينا من مشاريع التفتيت ويمنح أبناءنا الحق في غد أفضل.

ومن هذا المنطلق، يجدد التحالف السوري الديمقراطي التزامه بالعمل مع جميع القوى الوطنية على بناء دولة ديمقراطية، عادلة، حرة، تصون كرامة مواطنيها وتفتح أمامهم آفاق العيش الكريم.
عاشت سورية وعاش شعبها
**التحالف السوري الديمقراطي
26آب 2025